أعظم القربات التي يتقرّب بها العبد من باريه هي ختم القرآن الكريم، فعندما يتم المسلم تلاوة كتاب الله، وآياته من الذكر الحكيم، يُستحبُّ أن يختم المسلم ذلك بالدعاء، فيشكر الله عز وجل على توفيقه له وإعانته على إتمام هذا العمل المبارك، ويسأل الله أن يرزقه فضله، وأن يكون في ميزان حسناته، والحري بالذكر كان السلف الصالح يحرصون على هذا الأمر، فيجمعون أهلهم وذويهم عند ختم القرآن للدعاء، ونعرض في السطور القادمة دعاء ختم القران مكتوب كامل بخط كبير، وتم ذكر فضائلهُ، ومتى يقال.
دعاء ختم القرآن مكتوب بخط كبير
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بالقُرْءَانِ وَاجْعَلهُ لِي إِمَاماً وَنُوراً وَهُدًى وَرَحْمَةً ۞ اللَّهُمَّ ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَانَسِيتُ وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَاجَهِلْتُ وَارْزُقْنِي تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً يَارَبَّ العَالَمِينَ ۞ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ ۞ اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهِ ۞ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً هَنِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ ۞
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَسْأَلةِ وَخَيْرَ الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ العِلْمِ وَخَيْرَ العَمَلِ وَخَيْرَ الثَّوَابِ وَخَيْرَ الحَيَاةِ وَخيْرَ المَمَاتِ وَثَبِّتْنِي وَثَقِّلْ مَوَازِينِي وَحَقِّقْ إِيمَانِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِي وَأَسْأَلُكَ العُلَا مِنَ الجَنَّةِ ۞ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ ۞ اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ ۞
اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَاتَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَاتُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ وَمِنَ اليَقِينِ مَاتُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَاأَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلاَ تجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا ۞
اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ۞ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً.
من قائل دعاء ختم القرآن
غير معروف بالضبط من قائل هذا الدعاء، إلا أن ما هو شائع نسبه إلى بعض أئمة الحرمين الشريفين مثل الإمام السديس والشريم، وغيرهم من أئمة المسجد الحرام، حيث ورد هذا الدعاء عنهم عندما اجتهدوا وقاموا بجمع أدعية مأثورة في ختم القرآن خلال صلاة التراويح، حيث أن صياغة الدعاء كما هو ظاهر مأخوذة من آيات القرآن وأحاديث نبوية في أفضل الأدعية للتوبة، والرحمة، والمغفرة، ونيل الجنة.
هل دعاء ختم القرآن منقول عن النبي
دُعاء ختمِ القرآن المشهور الذي يتم تلاوته في ختام القرآن والتراويح في المساجد والمنازل هو من اجتهاد العلماء، وليس منقول عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي أنه ليس حديث نبوي مرفوع، والحري بالذكر لم يرد عن النبي محمد دعاء معين لختم القرآن، لكن ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يدعون دعاء خَتم القرآن مع أهل بيتهم، ومن بينهم أنس بن مالك رضي الله عنه.
فضل دعاء ختم القرآن
- من أوقات استجابة الدعاء: لأن اختتامه عمل عظيم، ودعائه مستجاب بإذن الله، وخاصة في حال قُرأ بأوقات استجابة الدعاء، قال الإمام النووي: “يستحبّ الدعاء بعد ختم القرآن، لأنه مظنّة الإجابة وموطن من مواطن الخير.”
- اقتداء بالسلف الصالح: عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا”، رواه الدارمي وصحّحه ابن حجر.
- ختم القرآن مقرون بالخير والبركة: أي أن الدعاء بعده يحقق الخير والبركة للعبد، قال بعض السلف الصالح: “القرآن يشفع، ومن دعا بعده فقد قرع باب الملك، فكيف لا يُفتح له؟”.
وإلى هنا نصل إلى ختام المقال الذي حمل عنوان دعاء ختم القران مكتوب كامل بخط كبير، فضائل الدعاء ومتى يُقال، وقد تم في سطوره استعراض الدعاء، وذكر اسم قائله، وفضائله، ومتى يُقال.