أعلنت السلطات الروسية، اليوم السبت، أن التحقيقات الأولية حول الهجوم الذي استهدف مجمع “كروكوس سيتي هول” في ضواحي موسكو تشير إلى تورط أجهزة استخبارات تابعة لإحدى “الدول غير الصديقة” في التخطيط للعملية، التي أودت بحياة عشرات الأشخاص وأصابت آخرين بجروح خطيرة.
وأكدت لجنة التحقيقات الروسية، عبر المتحدثة باسمها سفيتلانا بيترينكو، أن الأدلة التي تم جمعها حتى الآن تدل على أن الجهة التي تقف وراء الاعتداء سعت لزعزعة الاستقرار في روسيا من خلال دعم مجموعة إرهابية نفذت الهجوم، وأضافت أن المسلحين الذين اقتحموا قاعة الحفلات الموسيقية ينتمون إلى منظمة إرهابية دولية، وأن التحقيقات لا تزال مستمرة لتحديد كافة المتورطين وكشف ملابسات العملية بالكامل.
وقعت الهجمات مساء يوم 22 مارس 2024، حيث اقتحم عدد من المسلحين المدججين بالسلاح قاعة “كروكوس سيتي هول” خلال حفل موسيقي، وبدأوا بإطلاق النار بشكل عشوائي على الحضور، مستخدمين قنابل حارقة زادت من حجم الدمار وعدد الضحايا، الذين تجاوز عددهم 139 قتيلاً وأكثر من 145 مصابًا، ما يجعل هذا الاعتداء الأكثر دموية في روسيا منذ حادثة رهائن مدرسة بيسلان عام 2004.
في أعقاب الهجوم، أعلن تنظيم “داعش – ولاية خراسان” مسؤوليته عن العملية، فيما أكد مسؤولون أمريكيون امتلاك وكالات الاستخبارات في واشنطن معلومات تدعم هذا الادعاء.
وفي تطور لافت، كشفت تقارير أن الاستخبارات الأمريكية كانت قد حذرت موسكو مسبقًا من احتمال وقوع هجوم إرهابي، وحددت موقعًا محتملًا دون تقديم تفاصيل دقيقة عن التوقيت، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى اطلاع واشنطن على المخاطر الأمنية داخل روسيا.
كما أصدرت السفارة الأمريكية في موسكو، بتاريخ 7 مارس، تحذيرًا لمواطنيها بشأن احتمال وقوع عمليات إرهابية خلال الأيام التالية، ما دفع البعض إلى التساؤل عن خلفيات هذه التحذيرات ومدى ارتباطها بالهجوم الذي وقع لاحقًا.