شنت الولايات المتحدة، السبت، هجمات جوية مكثفة استهدفت مواقع متعددة في اليمن، في إطار ما وصفته بالرد الحازم على تهديدات جماعة الحوثي للملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وبحسب تقرير نشره موقع “أكسيوس” الأميركي، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر توجيهاته لوزارة الدفاع بإعداد خطط عسكرية ضد الحوثيين، عقب قراره بإعادة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، بعد أسابيع قليلة من توليه منصبه.
وأكد مصدر أميركي مطلع أن إسقاط الحوثيين لطائرة مسيّرة عسكرية أميركية قبل نحو أسبوعين عجّل في تنفيذ الضربات، مشيراً إلى أن النقاش داخل الإدارة الأميركية انحصر خلال الأيام الأخيرة حول التوقيت الأنسب للهجوم.
وأضاف المصدر أن ترامب وافق على العملية مساء الجمعة، ليتم تنفيذها في اليوم التالي، بالتزامن مع إبلاغ عدد محدود من الحلفاء الرئيسيين، وفي مقدمتهم إسرائيل، التي سبق أن نفذت هجمات على مواقع في اليمن، خلال تصعيدها العسكري في قطاع غزة.
وفيما أشار المصدر إلى أن حلفاء آخرين، بالإضافة إلى أعضاء بارزين في الكونغرس، تم إبلاغهم بعد بدء الهجمات، أوضح أن الضربات لن تكون عملية منفردة، بل بداية لحملة عسكرية متواصلة، من المتوقع أن تستمر لأيام وربما أسابيع.
وحذّر ترامب الحوثيين من “عواقب وخيمة” إن استمروا في استهداف السفن في البحر الأحمر، موجهاً تحذيرات مشابهة لإيران، داعياً إياها إلى وقف دعمها العسكري واللوجستي للجماعة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين، الأحد، عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 101 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، جراء الهجمات الأميركية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أنيس الأصبحي، إن الضحايا سقطوا نتيجة قصف مناطق مدنية في صنعاء وصعدة والبيضاء ورداع، مؤكداً أن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وتأتي هذه الضربات بعد إعلان الحوثيين عزمهم استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية التي تعبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، ما أنهى فترة هدوء نسبي استمرت منذ يناير، إثر وقف إطلاق النار في غزة.
كما تأتي بعد أيام قليلة من إرسال الرئيس الأميركي رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، في محاولة لفتح قنوات تفاوضية بشأن الملف النووي الإيراني، إلا أن الأخير رفض أي محادثات مباشرة مع واشنطن.