توماس فريدمان: ترامب ينحاز للمعتدي ويعيد تشكيل سياسة أمريكا الخارجية

آمنة مجدي1 مارس 2025آخر تحديث :
ترامب وزيلينسكي

في تحليل لافت، وصف الكاتب الأميركي الشهير توماس فريدمان موقف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تجاه الحرب في أوكرانيا بأنه سابقة تاريخية لم تشهدها الولايات المتحدة على مدار 250 عامًا.

وأكد أن انحياز ترامب العلني إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يمثل تحولًا جوهريًا في السياسة الخارجية الأميركية، إذ بدا الرئيس السابق وكأنه يتخلى عن إرث بلاده الطويل في دعم الديمقراطيات في مواجهة الأنظمة الاستبدادية.

وأشار فريدمان إلى أن الولايات المتحدة لطالما وقفت إلى جانب الحرية، حتى لو تطلب الأمر التحالف مع أنظمة غير ديمقراطية لمواجهة تهديدات أكبر، مثلما حدث خلال الحرب العالمية الثانية حين تعاونت واشنطن مع الاتحاد السوفييتي لهزيمة ألمانيا النازية، إلا أن ترامب قلب هذه المعادلة رأسًا على عقب، موجهًا انتقادات قاسية لزيلينسكي، واصفًا إياه بالدكتاتور، في تناقض صارخ مع الواقع الذي يشير إلى أن أوكرانيا تخوض حربًا دفاعية ضد الغزو الروسي.

ورأى فريدمان أن تصريحات ترامب لا تعكس مجرد رأي شخصي، بل تكشف عن إعادة تشكيل جذرية للسياسة الخارجية الأميركية، حيث لم يعد دعم الديمقراطيات أمرًا مفروغًا منه، بل أصبح خاضعًا لمصالح اقتصادية وصفقات محتملة.

وأبرز الكاتب الأميركي أن ترامب لم يخفِ رغبته في إبرام اتفاقيات تجارية ضخمة مع أوكرانيا مقابل استمرار الدعم الأميركي، خاصة فيما يتعلق بالمعادن النادرة التي تمتلكها كييف، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل التحالفات الأميركية في أوروبا والعالم.

ويحذر فريدمان من أن هذا التحول قد يترك تداعيات خطيرة على علاقة واشنطن بالاتحاد الأوروبي، حيث تعد أوكرانيا خط الدفاع الأول أمام التوسع الروسي، مما يجعل أي تراجع أميركي عن دعمها بمثابة ضوء أخضر لموسكو لتعزيز نفوذها.

ويختم الكاتب تحليله بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة، بقيادة ترامب، تدخل مرحلة غير مسبوقة من الضبابية في سياستها الخارجية، مما قد يغير موازين القوى الدولية لعقود قادمة.

الاخبار العاجلة