تواصل روسيا تعزيز حضورها العسكري في منطقة الساحل الأفريقي، خاصة في ليبيا وتشاد، حيث تكثف جهودها لإعادة بناء وتحديث المنشآت العسكرية التي طالما كانت مهجورة منذ سنوات.
بحسب تقرير نشرته مجلة “جون أفريك” الفرنسية، تنشط موسكو بشكل ملحوظ في تحديث قاعدة “معطن السارة” الجوية في جنوب ليبيا، التي كانت مهجورة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وبدءًا من أواخر عام 2024، شهدت القاعدة تحركات كبيرة في إطار برنامج تحديث يشرف عليه “فيلق أفريقيا”، الذي يعد بديلًا عن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية، ويتولى مهمة توسيع شبكة القواعد العسكرية الروسية في المنطقة.
تقع القاعدة في موقع استراتيجي بالقرب من الحدود المصرية والسودانية والتشادية، مما يجعلها نقطة وصل حيوية بين عدة مناطق أخرى في أفريقيا، وتتيح إمكانية الربط بين القواعد الروسية في النيجر وبوركينا فاسو ومالي، كما تساهم في تسهيل الوصول إلى قاعدة “بورتسودان” البحرية المستقبلية، دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
تسعى موسكو، من خلال “فيلق أفريقيا”، إلى إنشاء شبكة لوجستية متكاملة تربط بين الساحل الأفريقي والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مما يضمن لها مزيدًا من السيطرة الاستراتيجية في القارة، وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية روسية موسعة تهدف إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، خاصة بعد مقتل زعيم مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، في أغسطس 2023.
في إطار هذه التحركات، زار خالد حفتر، رئيس أركان الجيش الوطني الليبي، موسكو في مايو 2024، حيث ناقش مع المسؤولين الروس توسيع وجود “فيلق أفريقيا” في ليبيا، وعقب ذلك، تم رصد انتشار القوات الروسية في القاعدة بعد توقيع اتفاقيات للتحديث في مايو ويوليو 2024.
وتتسارع وتيرة البناء في القاعدة، خاصة بعد انسحاب القوات الروسية من سوريا في نهاية عام 2024، مما أتاح لها إعادة تمركز قواتها في ليبيا، وقد ترافق هذا مع نشر أنظمة دفاع جوي متقدمة من طراز S-300 وS-400، مما عزز من وجود القوات الروسية في المنطقة.
من جهة أخرى، عقب انسحاب القوات الفرنسية من تشاد في يناير 2025، بدأت روسيا مفاوضات مع الحكومة التشادية لنقل “فيلق أفريقيا” إلى نجامينا، وتزامن ذلك مع لقاءات بين الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.