في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة بشكل مرهق، يبرز مفهوم جديد في مجال الصحة النفسية يُعرف بـ”الكووزي ماكسينغ” وهو نهج حديث يدعو إلى إبطاء الإيقاع والبحث عن الراحة النفسية من خلال عادات بسيطة تبعث على الطمأنينة والسكينة.
هذا الأسلوب يعتمد على طقوس مريحة مألوفة، مثل الاسترخاء في أجواء دافئة، تناول مشروبك المفضل، أو حتى قضاء وقت مع حيوانك الأليف، ورغم بساطته، إلا أن أثره العميق على الصحة النفسية جعل منه توجهاً واسع الانتشار على مواقع التواصل، خصوصًا “تيك توك”، حيث أصبحت مشاهد الطمأنينة مادة يومية لملايين المستخدمين.
يشير الخبراء النفسيون إلى أن هذا التوجه يعيد التوازن للعقل والجسد، فحين يخلق الفرد بيئة يشعر فيها بالأمان، حتى ولو لبضع دقائق، فإن الجهاز العصبي يتحول تلقائيًا من وضعية التوتر إلى حالة من الراحة، مما يعزز الاستشفاء الذهني ويقلل التوتر المتراكم.
ويعود سر فعالية هذا التوجه إلى تنشيطه للجهاز العصبي المرتبط بالاسترخاء والتعافي، ما يسهم في تخفيف آثار التوتر وتحسين النوم وزيادة القدرة على التركيز، بل وتشير الدراسات إلى أنه يُحفز الجسم على إنتاج هرمونات السعادة مثل السيروتونين والإندورفين، ما يعزز المزاج ويعيد التوازن النفسي.
كما أنه يمنح شعورًا بالثبات في عالم متقلب، لأن الطقوس المريحة تساعد الدماغ على توقّع ما سيحدث، مما يخلق شعورًا داخليًا بالأمان والسيطرة، ومن هنا ينبع تأثيره العميق في تحقيق الاستقرار النفسي وتقليل الارتباك الذهني.
لكن الخبراء يحذرون من الوقوع في فخ المبالغة، فحين يتحول هذا السلوك إلى وسيلة للهروب من الواقع بدل مواجهته، يصبح غير صحي، ويشدد المختصون على أهمية التعامل مع هذا النمط كأداة تكميلية للعناية الذاتية، وليس كبديل عن الدعم المهني عند الحاجة.