أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من تطويق مدينة رفح بشكل كامل، كما أنه أحكم السيطرة على ما وصفه بـ”محور موراغ”، وهو طريق استراتيجي يفصل بين رفح وخان يونس في أقصى جنوب قطاع غزة.
جاء ذلك بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي نية توسيع العمليات العسكرية لتشمل مساحات أكبر من القطاع، وسط تصاعد القصف والتحذيرات من موجات نزوح جديدة.
المشهد في غزة لا يزال قاتماً، وفق وصف رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي وصفت الأوضاع هناك بأنها “جحيم حقيقي”، في ظل استمرار القصف، وسقوط ضحايا بشكل يومي، وتصاعد موجات التشريد.
وأشارت وزارة الصحة في القطاع إلى تسجيل 21 قتيلاً جديداً وأكثر من 60 مصاباً خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
التحركات العسكرية الأخيرة شملت تعزيز سيطرة الجيش الإسرائيلي على ما وصفته القيادات الأمنية بـ”المنطقة الأمنية”، بعد تثبيت سيطرته على محور موراغ، وهو الطريق الرابع الذي تم إنشاؤه داخل غزة.
من جهة أخرى، أكدت حركة حماس أنها استهدفت مستوطنة إسرائيلية بصواريخ رداً على العمليات العسكرية، بينما أطلق الجيش سلسلة تحذيرات بشأن استهداف أي موقع يتم إطلاق نار منه، محملاً الفصائل الفلسطينية كامل المسؤولية عن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع.
وفي سياق التحركات السياسية، وصل وفد من حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة لاستئناف محادثات تهدف إلى التوصل لاتفاق هدنة جديدة، وذلك بمشاركة وسطاء من مصر وقطرK ,الحركة أعلنت أنها تتعاطى بإيجابية مع أي مبادرة تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وخروج القوات الإسرائيلية من القطاع، بالإضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين ضمن صفقة تبادل شاملة.
في الوقت ذاته، كشفت مصادر مصرية عن أن الوساطة تتركز حالياً حول صفقة تنص على إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، مع تمديد مؤقت للتهدئة قد يصل إلى سبعين يوماً، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية لاحقاً.
وعلى صعيد ميداني آخر، بثت كتائب القسام مقطع فيديو لجندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، محتجز لديها، يوجه فيه انتقادات لاذعة لحكومته على خلفية تأخر جهود إطلاق سراحه، في محاولة للضغط على حكومة نتنياهو المتعثرة داخلياً وخارجياً.
في غضون ذلك، تتوالى التحذيرات الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، خاصة مع تقارير تفيد بأن مئات الآلاف فقدوا إمكانية الحصول على المياه النظيفة، وسط تدهور البنية التحتية وشح المساعدات.
بهذا المشهد، يبدو أن غزة تواجه لحظة حرجة، وسط اشتداد الهجمات، وضبابية المفاوضات، ومأساة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم.