في محاولة لإنقاذ تقليد عريق يوشك على الاندثار، افتتحت مدرسة جديدة في أيرلندا تقدم تدريبات للشباب على بناء الأسقف المصنوعة من القش، والتي تشكل جزءًا أساسيًا من المناظر الطبيعية الأيرلندية.
داخل قاعة تدريب في بورتنو، يتعلم الطلاب في مدرسة دونيغال للقش كيفية تركيب الأسطح التقليدية، تحت إشراف برايان لافيرتي، الذي يُعد واحدًا من آخر المتخصصين في هذه الحرفة، وبصوته الذي يعكس سنوات من الخبرة، يوجه لافيرتي الطلاب قائلاً: “ابدأ من هذا الجانب وأكمل عملك هنا، هكذا بالضبط”، وهو يراقبهم وهم يثبتون قش الكتان فوق سقف تم تصميمه خصيصًا لهذه التدريبات.
ويؤكد لافيرتي، البالغ من العمر 72 عامًا، أن هذه المهارة قد تلاشت تدريجيًا من الساحة، ويضيف أن نقل هذه المعرفة للأجيال القادمة أصبح أمرًا بالغ الأهمية، وورث لافيرتي هذا الفن من والده، نشأ في مقاطعة دونيجال التي تضم العديد من أكواخ القش المتبقية في أيرلندا.
ويصف لافيرتي كيف أن العمل على سقف من القش يثير فيه ذكريات حية عن الأيام الماضية، فيقول:
“عندما أصعد إلى السطح، يمكنني سماع الموسيقى التي كانت تُعزف في الداخل، وأتذكر الأرواح التي كانت تعيش هناك”.
ويتألم لافيرتي من أن الشباب في الوقت الحالي يفتقرون إلى فرصة التعلم من تجربته الطويلة، ويعبّر عن أسفه للهدم السريع لهذه المنازل التقليدية، مشيرًا إلى أنه بينما يستغرق جمع الحجارة لبناء منزل من القش ثلاث سنوات، فإن هدمه يتم في دقائق قليلة باستخدام الآلات الحديثة.
