يترقب عشاق كرة القدم الأوروبية مواجهة مشتعلة، عندما يستضيف ريال مدريد غريمه التقليدي أتلتيكو مدريد على أرضية ملعب سانتياغو برنابيو، مساء الثلاثاء، ضمن ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا، وتعد هذه المباراة واحدة من أقوى المواجهات المنتظرة، كونها تجمع بين فريقين يملكان تاريخًا حافلًا بالصراعات الكروية على الساحة المحلية والقارية، ومن المنتظر أن تقام مواجهة الإياب بينهما في 12 مارس الجاري، لتحديد المتأهل إلى الدور المقبل من المسابقة.
وكان قد واجه ريال مدريد مسارًا معقدًا خلال دور المجموعات، واضطر لخوض ملحق الصعود أمام مانشستر سيتي، حيث تمكن من تخطي حامل اللقب بنتيجة 6-3 في مجموع مواجهتي الذهاب والإياب، أما أتلتيكو مدريد، فقد حجز مقعده مباشرة في دور الـ16 بعد أداء مميز في دور المجموعات، أنهى من خلاله المرحلة التمهيدية في المركز الخامس برصيد 18 نقطة.
ويدخل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي المواجهة الحاسمة معتمدًا على كتيبة من النجوم، يتقدمهم البرازيلي فينيسيوس جونيور والنجم الفرنسي كيليان مبابي، اللذان يعتبران من أبرز أسلحته الهجومية في البطولة، ويطمح ريال مدريد إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور، وتحقيق نتيجة إيجابية تمنحه أفضلية قبل موقعة الإياب في ملعب ميتروبوليتانو.
تاريخيًا، يتفوق ريال مدريد على جاره في المواجهات القارية، إذ سبق له إقصاء أتلتيكو مدريد خمس مرات من البطولة الأوروبية، مقابل مرة وحيدة تفوق فيها الروخي بلانكوس، كما تواجه الفريقان في 10 مواجهات أوروبية، انتهت ست منها بفوز ريال مدريد، بينها انتصار بركلات الترجيح، بينما حقق أتلتيكو مدريد الفوز ثلاث مرات، وحسم التعادل مواجهة واحدة.
وآخر مواجهة جمعت الغريمين على الساحة القارية كانت في كأس السوبر الأوروبي عام 2018، عندما فاجأ أتلتيكو مدريد جماهير كرة القدم بتحقيقه الفوز 4-2 بعد اللجوء إلى الأشواط الإضافية، في مباراة انتهى وقتها الأصلي بالتعادل 2-2، وتعد هذه البطولة هي اللقب الأوروبي الوحيد الذي اقتنصه أتلتيكو مدريد من غريمه عبر التاريخ.
ويدخل ريال مدريد لقاء الديربي القاري وهو يسعى لمصالحة جماهيره، بعد خسارته الأخيرة أمام ريال بيتيس بنتيجة 2-1، والتي تسببت في تراجعه إلى المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإسباني برصيد 54 نقطة، أما أتلتيكو مدريد، فقد عزز موقفه في جدول الترتيب بعد فوز مهم على أتلتيك بيلباو بهدف نظيف، ليصل إلى النقطة 56، متقدمًا على ريال مدريد في سباق الليغا، بينما يواصل برشلونة تصدر الجدول برصيد 57 نقطة.
من جهته، يطمح المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني إلى تحقيق إنجاز تاريخي بإقصاء ريال مدريد من البطولة الأغلى على مستوى الأندية الأوروبية، ويأمل أتلتيكو مدريد في الخروج بنتيجة إيجابية خلال لقاء الذهاب، مما يمنحه فرصة دخول مباراة الإياب بمعنويات مرتفعة، بحثًا عن تأهل تاريخي إلى الدور ربع النهائي.
وتحمل المباراة طابعًا تكتيكيًا خاصًا، حيث تعد هذه المواجهة رقم 27 بين كارلو أنشيلوتي ودييجو سيميوني، إذ سبق أن حقق كل منهما 9 انتصارات، فيما انتهت 8 مواجهات بالتعادل، مما يجعل لقاء الليلة فرصة لكسر هذا التوازن بين المدربين.
