أصدر الأزهر، أمس الجمعة، بيانًا أعرب فيه عن قلقه البالغ إزاء محاولات عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية، محذرًا من التداعيات الخطيرة لأي مساعٍ تهدف إلى فرض قيود على أدائها.
وأكد البيان أن المحكمة لعبت دورًا محوريًا في تسليط الضوء على الانتهاكات التي يشهدها قطاع غزة، وساهمت في تعزيز مبدأ العدالة الدولية، مشددًا على أن أي تهديد لاستقلاليتها قد يُضعف ثقة المجتمع الدولي بالمؤسسات القضائية العالمية.
كما أبدى الأزهر رفضه لأي محاولات للضغط على المحكمة عبر تهديدها بوقف التمويل أو فرض عقوبات، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تُعد خطرًا على سيادة القانون الدولي، وقد تؤدي إلى إضعاف النظام العالمي القائم على العدالة وحقوق الإنسان، مما يسمح لقوى النفوذ والسلطة بفرض إرادتها دون مساءلة.
حرب ترامب على المؤسسات الدولية
في خطوة أثارت ردود فعل واسعة، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، قرارًا يقضي بفرض عقوبات مالية وتقييد حركة سفر أفراد مرتبطين بالتحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية بحق مواطنين أمريكيين أو حلفاء، مثل إسرائيل.
وأشار مسؤول أمريكي بارز إلى أن هذه العقوبات تأتي ردًا على ما اعتبره “استهدافًا غير عادل” من المحكمة الجنائية الدولية للولايات المتحدة وحلفائها.
ويشمل القرار تقييد إصدار التأشيرات للأفراد المشاركين في تحقيقات المحكمة، إلى جانب فرض عقوبات مالية عليهم وعلى أفراد أسرهم، مما يعكس تصعيدًا جديدًا في سياسة الإدارة الأمريكية تجاه المنظمات القضائية الدولية.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لحماية استقلالية المحكمة الجنائية الدولية، وسط تحذيرات من أن مثل هذه الإجراءات قد تُقوِّض أسس العدالة الدولية، وتعزز مناخ الإفلات من العقاب على الجرائم والانتهاكات الجسيمة.