مع حلول شهر رمضان، تتحوَّل ساحات الأحياء والشوارع في المملكة العربية السعودية إلى ملاعب مفتوحة تعجُّ بالحركة، حيث تبرز الكرة الطائرة كرياضة شعبية تُضفي أجواءً من الحماس والتآلف بين مختلف الفئات العمرية، خصوصًا الشباب الذين يجدون فيها وسيلةً مثاليةً للتفاعل الاجتماعي والنشاط البدني.
تُعد هذه الرياضة جزءًا من التقاليد الرمضانية في المملكة، حيث يبادر الأهالي إلى تجهيز ملاعب مؤقتة، مستخدمين شبكات وأعمدة محلية الصنع، في مشهدٍ يعكس روح التعاون والمبادرة، ويحرص اللاعبون على تجهيز الأرض بالرمل الناعم لضمان تجربة لعب أكثر راحة، مما يرسّخ مفهوم العمل الجماعي وروح الفريق.
تبدأ المباريات عادةً بعد صلاة التراويح وتمتد حتى ساعات السحور، حيث تصبح هذه الملاعب مراكز للتواصل والتعارف، وتخلق بيئة نابضة بالحياة تجذب الجماهير من مختلف الأعمار للاستمتاع بالمباريات أو المشاركة فيها.
ولا تقتصر أهمية الكرة الطائرة على كونها مجرد وسيلة للترفيه، بل تمثل ركنًا أساسيًا في الأجواء الرمضانية، إذ تسهم في تعزيز اللياقة البدنية وتحفيز الأفراد على البقاء نشطين خلال الشهر الفضيل، إلى جانب دورها في توطيد العلاقات الاجتماعية وإضفاء البهجة على الأمسيات الرمضانية.
ورغم كونها رياضة عالمية ذات جذور تمتد إلى أكثر من قرن، إلا أن ما يميّزها في السعودية هو ارتباطها الوثيق بروح رمضان، حيث تتحول من مجرد لعبة إلى تقليد اجتماعي يعكس قيم الوحدة والمشاركة، ويجسد الشغف بالحركة والنشاط في أجواء تسودها البهجة والتآلف.
