منصة المهارات الوطنية.. تحوّل رقمي يقود مستقبل الوظائف في السعودية

آمنة مجدي14 أبريل 2025آخر تحديث :
وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية

في خطوة تُجسّد الرؤية الاستراتيجية للمملكة نحو اقتصاد معرفي متطور، كشف أحمد الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، عن تدشين منصة المهارات الوطنية، والتي تهدف إلى تعزيز تنافسية القوى العاملة محليًا ودوليًا، من خلال تمكين الأفراد وتزويدهم بمهارات مستقبلية متماشية مع متطلبات سوق العمل الحديثة.

هذه المنصة الذكية تشكل نقلة نوعية في مجال تنمية الموارد البشرية، حيث تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل احتياجات سوق العمل، وتوجيه المتعلمين نحو مسارات تدريبية مصممة خصيصًا لتنمية مهاراتهم، بما يواكب التغيرات السريعة في طبيعة الوظائف ويعزز من فرص التوظيف الفعالة.

الوزير الراجحي أكد خلال مشاركته في اليوم الثاني من فعاليات “مؤتمر مبادرة القدرات البشرية” أن العالم يشهد تحولات غير مسبوقة بفعل الثورة الصناعية الرابعة والخامسة، مشيرًا إلى أن التقنيات المتقدمة مثل الأتمتة والذكاء الاصطناعي أصبحت لاعبة رئيسية في رسم خريطة الوظائف حول العالم، متوقعًا أن تتلاشى ما يزيد عن 92 مليون وظيفة بحلول عام 2030 نتيجة لتلك التحولات.

وشدد الراجحي على أن تطوير القدرات البشرية لم يعد مجرد مسألة اقتصادية، بل أصبح عنصرًا جوهريًا في المعادلة التنموية العالمية، مشيرًا إلى ضرورة التكيّف السريع مع التحولات، عبر سياسات تعليم وتدريب موجهة تستبق فجوة المهارات، حيث أظهرت المؤشرات أن 40% من المهارات المطلوبة في سوق العمل ستتغير، بينما يواجه أكثر من 63% من العاملين تحديات في مواكبة التطورات المهنية.

وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى أن بعض القطاعات التقنية تواجه تحديات عميقة، لافتًا إلى أن الأمن السيبراني يحتاج لسد عجز يتجاوز 3.4 مليون وظيفة على مستوى العالم، فيما لا تزال وظائف الذكاء الاصطناعي تواجه فجوة توظيف تبلغ 50%، ما يستدعي إعادة هيكلة شاملة في أنظمة التدريب المهني.

ولتلبية هذه التحديات، تبنّت المملكة نموذجًا مرنًا يعتمد على تحليل الطلب الفعلي في السوق، من خلال إنشاء 13 مجلسًا متخصصًا في المهارات، تضم في عضويتها أكثر من 240 مليون مشارك من الجهات الحكومية والخاصة، مهمتها رصد التغيرات المتسارعة وصياغة استجابات وطنية مدروسة لتوجيه المسارات التعليمية والمهنية بدقة.

واختتم الراجحي كلمته بالإشارة إلى أن خطة المملكة تهدف إلى خلق 300 ألف فرصة عمل داخلية، تكون بوابة عبور حقيقية نحو مستقبل مهني متطور، يواكب الاقتصاد العالمي ويمنح الشباب السعودي الفرصة ليكون في قلب التحول الرقمي العالمي.

الاخبار العاجلة