في عالم تتصارع فيه الأنظمة الغذائية والنصائح الطبية، خرج أحد كبار الباحثين في مجال التغذية، الدكتور بول بيريمان، بتوصية مذهلة حول ما يمكن اعتباره “الوجبة الأكثر اكتمالًا صحيًا”، مؤكدًا أن تناول مكونات معينة في ترتيب محدد، يمنح الجسم دعمًا شاملًا من الرأس حتى أخمص القدمين، وهذه الوجبة المتكاملة لا تحتاج إلى تعقيد، بل تتكون من ثلاث خطوات بسيطة تعزز المناعة وتحمي القلب وتحسن أداء العقل والجسم.
ينطلق هذا النموذج الغذائي بتناول طبق من تيرين السلمون، وهو ليس فقط خيارًا شهيًا، بل يمثل كنزًا من الفوائد، بفضل احتوائه على دهون أوميغا-3 الفعالة في تقوية وظائف الدماغ ومكافحة الالتهاب، إلى جانب دعم القلب والكتلة العضلية، ويتميز السلمون بكونه عنصرًا غذائيًا يساهم في استقرار الحالة المزاجية وتحسين التركيز والذاكرة.
أما الخطوة الثانية فتتمثل في سلطة خضراء بسيطة، مضاف إليها رشة من زيت الزيتون البكر، الذي لا تُعد فوائده ولا تُحصى، نظرًا لاحتوائه على البوليفينولات النباتية، وهي مركبات قوية في محاربة التأكسد وتعزيز صحة الأمعاء والمناعة، كما أن لهذه المركبات دورًا وقائيًا ضد اضطرابات التقدم في السن، عبر تثبيط المؤشرات الحيوية المرتبطة بالشيخوخة.
الطبق الرئيسي، الذي يعتبر جوهر الوجبة، يتكوّن من طاجن دجاج مع عدس وخضار موسمية، ويمثل مزيجًا متكاملًا من البروتينات الحيوانية والنباتية، إلى جانب الألياف الطبيعية.
هذه التركيبة ترفع من كفاءة الجهاز الهضمي، وتخفض الكوليسترول، وتحمي من أمراض مزمنة مثل السكري وبعض أنواع السرطان، كما أنها تدعم بنية العظام وتحافظ على الكتلة العضلية.
وتُختتم الوجبة بحلوى بسيطة لكنها مفعمة بالقيمة، متمثلة في الزبادي الطازج المحلّى بالجوز، ويحتوي الزبادي على بكتيريا نافعة توازن بيئة الأمعاء، بينما يمد الجوز الجسم بدهون مفيدة وبروتينات تساهم في ترميم الخلايا وتعزيز صحة الجلد والشعر، فضلًا عن كميات كبيرة من الكالسيوم اللازم للعظام.
بهذا النموذج الغذائي المتكامل، لا يحتاج المرء إلى اتباع حميات صارمة أو تعقيد الوجبات، فقط ثلاث خطوات مدروسة قادرة على تحويل تناول الطعام إلى وصفة صحية طويلة الأمد.
