في خطوة تعكس دعم القاهرة لمساعي الحلول السلمية في المنطقة، أعربت مصر، مساء السبت، عن تقديرها للمبادرة العُمانية باستضافة الجولة التفاوضية الأولى المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بخصوص الملف النووي الإيراني، واعتبرت هذه الخطوة بمثابة تحرك إيجابي يستحق الإشادة.
وثمّنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، الدور المتواصل الذي تلعبه سلطنة عُمان في دفع مسار التفاهمات السياسية، معتبرة أن مساعي السلطنة تعكس التزامًا عميقًا بإبعاد المنطقة عن مخاطر التوتر والصدامات، والمساهمة في خلق بيئة مواتية للتسويات السلمية.
وأكدت مصر تمسكها الثابت بالنهج القائم على الحوار، مشددة على ضرورة تجنب التصعيد، الذي لا يؤدي سوى إلى تعقيد الأزمات وزيادة التوترات التي تعاني منها المنطقة بالفعل، معبرة عن دعمها لكل مبادرة صادقة تسعى لإيجاد حلول دبلوماسية بعيدًا عن الخيارات العسكرية.
كما أثنت القاهرة على استعداد الطرفين الأميركي والإيراني للجلوس على طاولة المفاوضات، واصفة هذا الانفتاح بأنه يعكس وعيًا سياسيًا بأهمية التفاوض كسبيل لتجاوز الخلافات وتقليص التوترات، مما قد يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وأبدت مصر أملها في أن تفضي هذه المحادثات إلى تفاهمات متوازنة تراعي مصالح الطرفين، وتضمن في الوقت نفسه أمن واستقرار دول الخليج العربي، لما لذلك من انعكاسات مباشرة على أمن المنطقة بأكملها.
وعلى الصعيد الأوسع، عبّرت القاهرة عن تطلعها لأن تُشكل هذه المفاوضات بوابة نحو مرحلة أكثر هدوءًا، تفتح المجال لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإعادة إعمار القطاع بمشاركة الفلسطينيين على أرضهم، بما يمهد لانطلاقة حقيقية لمسار سياسي فاعل يفضي إلى إنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق تطلعات الشعب الفلسطيني، وبما يضع حدًا لمعاناة مستمرة منذ أكثر من سبعين عامًا.