في ظل الزيادة المرتقبة في الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات الأجنبية، حذّر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو من تأثير هذه القرارات على الاقتصاد الفرنسي والعالمي، في مقابلة صحفية مع صحيفة “لو باريزيان”، أشار بايرو إلى أن هذه الرسوم قد تكلف فرنسا أكثر من نصف نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، مما قد يترتب عليه أضرار اقتصادية كبيرة.
وأوضح بايرو أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى فقدان العديد من الوظائف، بالإضافة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في فرنسا، ما قد يُثقل كاهل الاقتصاد الأوروبي ككل، وأضاف أن التأثيرات السلبية لهذه القرارات ستستمر لفترة طويلة، ما يعزز من احتمالية تباطؤ وتدهور الاقتصاد العالمي.
ووصف بايرو قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض الرسوم الجمركية الجديدة على الدول الأجنبية، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، بأنه “خطير للغاية”، مشيرًا إلى أن هذا القرار ليس ضارًا فقط للدول المستهدفة، بل هو في المقام الأول مضر بالاقتصاد الأمريكي ذاته، وأكد أن هذه الرسوم “المجنونة” من شأنها أن تساهم في خلق أزمة اقتصادية عالمية.
وكان ترامب قد وقع أمرًا تنفيذيًا في منتصف الأسبوع الماضي يقضي بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الأمريكية، حيث ستصل الرسوم إلى 10% على جميع السلع المستوردة و20% على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي، ما أثار ردود فعل واسعة من العديد من الدول.
وفي جانب آخر من المقابلة، أشار بايرو إلى أن الدعم الذي يقدمه ترامب للزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، واتهامه بأنها تتعرض لحملة اضطهاد، يشكل تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية لفرنسا، وجاء ذلك ردًا على مواقف سياسية داعمة من ترامب والكرملين ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان تجاه لوبان، بعد أن أصدر القضاء الفرنسي حكمًا يقضي بعدم أهليتها للترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة بسبب تورطها في قضايا فساد.
وفيما يخص دعم ترامب المستمر للوبان، أكد بايرو ضرورة عدم الخلط بين هذه المواقف السياسية التي تتجاوز “حدود المنطق”، موضحًا أن ما يحدث هو بمثابة تهديد حقيقي للسيادة السياسية الفرنسية، مستنكرًا التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لبلاده.