يثير استهلاك اللحوم جدلاً مستمراً بين الباحثين والأطباء، حيث يحذر كثيرون من الإفراط في تناولها، خاصة الحمراء، لما قد تسببه من مشكلات صحية مثل ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب والسمنة، وفي المقابل تشير دراسات إلى أن تقليل استهلاك اللحوم أو الاستغناء عنها تمامًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان.
ترى اختصاصية التغذية كيري جانس أن التحول إلى نظام غذائي نباتي يقلل من الدهون المشبعة، مما ينعكس إيجابيًا على صحة القلب، كما تؤكد خبيرة التغذية شونالي سوانز أن التخلي عن اللحوم قد يساعد في تقليل الالتهابات في الجسم، إذ تُعدّ اللحوم المصنعة من العوامل التي ترفع مستويات الالتهاب.
ومن الفوائد المحتملة لهذا التحول تحسين صحة الأمعاء بفضل زيادة البكتيريا النافعة، وخفض مستويات الكوليسترول، وتعزيز صحة القلب، لكن التحدي يكمن في تعويض المغذيات الأساسية التي توجد بكثرة في اللحوم، مثل البروتين، الحديد، الزنك، وفيتامين B12.
لتجنب أي نقص غذائي، يُنصح بتناول مصادر نباتية غنية بهذه العناصر، مثل العدس، السبانخ، الفاصوليا، الحبوب الكاملة، المكسرات، والخضراوات الورقية، إلى جانب الأطعمة الغنية بفيتامين C لتعزيز امتصاص الحديد.
ورغم مزايا النظام النباتي، فإن بعض الدراسات، مثل تلك الصادرة عن جامعة إدنبرة، تحذر من التخلي عن اللحوم دون تعويضها بمصادر غذائية متكاملة، حيث قد يؤدي ذلك إلى نقص في السيلينيوم، الحديد، والزنك.
الخلاصة أن تقليل استهلاك اللحوم قد يكون مفيدًا للصحة، لكن تحقيق التوازن الغذائي يظل مفتاح الحفاظ على نمط حياة صحي دون تعريض الجسم لنقص في العناصر الضرورية.