نص رسالة أمريكا إلى إيران.. دعوة للتفاوض أم تهديد مبطن؟

آمنة مجدي29 مارس 2025آخر تحديث :
أمريكا وإيران

في تطور جديد يعكس تعقيدات المشهد السياسي بين واشنطن وطهران، كشفت مصادر إيرانية عن رد رسمي أرسلته القيادة الإيرانية على رسالة وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلطنة عمان، تضمنت دعوة إلى بدء مفاوضات، وسط تلميحات بفرض تداعيات قاسية في حال رفضت طهران هذا المسار.

وقد نشر مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، محمد صالح صدقيان، نص الرسالة الأمريكية، ما أثار جدلاً واسعاً حول مضامينها وأبعادها السياسية.

وجاء في نص الرسالة التي وجهها ترامب إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، تأكيده على ضرورة تجاوز عقود من العداء، وفتح صفحة جديدة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل.

وأوضح الرئيس الأمريكي في خطابه أن بلاده مستعدة لاتخاذ خطوات جدية نحو خفض التوتر ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، مع الإشارة إلى أن هذا التعاون سيكون في مصلحة استقرار الشرق الأوسط والعالم بأسره.

لكن الرسالة لم تخلُ من التحذيرات الصريحة، حيث أكد ترامب أن استمرار إيران في دعم التنظيمات المسلحة والسياسات التصعيدية سيؤدي إلى رد أمريكي حاسم، مشدداً على أن واشنطن لن تتردد في اتخاذ إجراءات سريعة إذا استشعرت تهديداً لأمنها القومي أو مصالحها وحلفائها في المنطقة.

الرئيس الأمريكي ختم رسالته بالتأكيد على أن الشعب الإيراني يستحق مستقبلاً أفضل، داعياً القيادة الإيرانية إلى عدم تفويت فرصة المفاوضات، محذراً في الوقت ذاته من أن التاريخ قد يسجل أنها أضاعت إمكانية تحقيق تغيير إيجابي.

بالتزامن مع تسريب الرسالة، عاد ترامب ليؤكد في تصريحات صحفية أن إيران ستواجه “أموراً سيئة” إذا لم تستجب لدعوته إلى التفاوض بشأن برنامجها النووي.

ولم يخض في تفاصيل ما يقصده بهذه التهديدات، لكنه أشار إلى أن بلاده تفضل التوصل إلى اتفاق، لكنه لن يتردد في اتخاذ إجراءات صارمة في حال رفضت طهران هذا العرض.

في المقابل، جاء الرد الإيراني سريعاً، حيث أعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن طهران أرسلت ردها عبر سلطنة عمان، مؤكداً أن بلاده لا تزال ترفض الدخول في مفاوضات مباشرة تحت التهديد والضغوط القصوى.

وأضاف عراقجي أن الرد الإيراني حمل تفصيلاً للرؤية الإيرانية تجاه التطورات الراهنة، كما أكد أن طهران ترفض أي حديث معها بلغة الوعيد.

ورغم تشديد إيران على رفض الضغوط الأمريكية، إلا أن عراقجي ألمح إلى إمكانية استمرار المفاوضات غير المباشرة، على غرار ما جرى في محطات سابقة من التوتر بين البلدين.

كما كشف أن الرسالة الأمريكية لم تخلُ من تهديدات واضحة، لكن القيادة الإيرانية درستها بعناية، وردت عليها وفق ما تراه مناسباً لمصالحها الاستراتيجية.

المصادر المقربة من الدوائر السياسية الإيرانية أشارت إلى أن المهلة الزمنية التي منحها ترامب لطهران للرد على دعوته إلى التفاوض قد تمتد لشهرين، وهو ما قد يفتح الباب أمام مزيد من التحركات الدبلوماسية في الفترة المقبلة.

غير أن الموقف الإيراني الرسمي لا يزال ثابتاً على رفض التفاوض المباشر تحت الضغوط، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام المساعي الدبلوماسية غير المباشرة.

يذكر أن ترامب كان قد انسحب من الاتفاق النووي عام 2018، وفرض عقوبات صارمة على طهران، فيما أعاد مطلع العام الجاري تفعيل سياسة “الضغط الأقصى”، التي تهدف إلى شل الاقتصاد الإيراني، رغم إعلانه المتكرر عن رغبته في التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، يترقب المراقبون ما إذا كانت طهران ستتجاوب مع الرسالة الأمريكية بشكل إيجابي أم ستواصل سياستها الرافضة لأي مفاوضات مباشرة مع واشنطن.

الاخبار العاجلة