عاد الحديث مجددًا حول مستقبل سكان غزة بعد تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، الذي وصف فكرة نقل الفلسطينيين من القطاع إلى مناطق أخرى بأنها “عملية للغاية”، معتبرًا أن إنفاق المليارات على إعادة الإعمار لن يمنع وقوع هجمات مستقبلية.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال والتز إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحًا بشأن إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين والإسرائيليين قبل توليه الرئاسة، وهو ما تحقق بعد تنصيبه، مشيرًا إلى أن أعداء الولايات المتحدة كانوا يحترمون ويخشون قراراته.
مضيفًا أن ترامب يدرك أن إزالة آثار الدمار في غزة وإعادة إعمارها قد يستغرق عقودًا، متسائلًا عن كيفية تمكن مليوني فلسطيني من العيش في ظل هذه الظروف الصعبة، مؤكدًا أن التفكير في نقلهم إلى مناطق أخرى قد يكون خيارًا أكثر جدوى من إنفاق مليارات الدولارات على إعادة البناء دون ضمانات لعدم تكرار الهجمات.
سبق أن طرح ترامب مقترح تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع إلى منطقة اقتصادية تحت إشراف أمريكي، إلا أن هذا الاقتراح قوبل برفض عربي ودولي واسع النطاق، مما دفعه إلى التراجع والتأكيد على أن لا أحد سيُجبر على مغادرة القطاع بالقوة.
وفي هذا السياق، أوضح المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، أن الغرض من هذا الطرح لم يكن فرض سياسة التهجير القسري، وإنما تحفيز الدول الإقليمية على تقديم مقترحات بديلة لحل الأزمة في غزة.
في مقابل هذه الطروحات، قدمت مصر خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع، والتي حظيت بدعم واسع من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب تأييد أوروبي لهذه الجهود، باعتبارها خطوة نحو استقرار المنطقة.
وفي تطور لافت، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن موافقة حكومة بنيامين نتنياهو على إنشاء هيئة مختصة بإدارة الهجرة من غزة، في إطار مقترحات أمريكية وإسرائيلية لحل الأزمة السكانية في القطاع.
وكان وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، قد أعلن في وقت سابق عن إنشاء إدارة خاصة بالهجرة، تهدف إلى تنفيذ سياسات ترامب المتعلقة بغزة، وهو ما يثير مخاوف حول مستقبل الفلسطينيين في ظل هذه التحركات السياسية المتسارعة.