هل تنجح تهديدات ترامب في كبح سعي “بريكس” لإنشاء عملة مشتركة؟

آمنة مجدي1 فبراير 2025آخر تحديث :
من قمة بريكس الأخيرة

بينما تسعى مجموعة دول “بريكس” إلى تحدي الهيمنة العالمية للدولار الأمريكي من خلال إنشاء عملة احتياطية جديدة مدعومة بسلة من عملاتها الوطنية، تأتي التحذيرات الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب لتزيد من تعقيد الوضع، فترامب حذر من أي محاولة لهذه الدول للابتعاد عن الدولار، مؤكدًا أنه سيكون هناك عواقب اقتصادية خطيرة في حال تم اتخاذ هذه الخطوة، مثل فرض تعريفات جمركية بنسبة 100%.

في وقت سابق من يناير 2024، انضمت إندونيسيا إلى مجموعة “بريكس”، مما يزيد من تعزيز مكانتها الاقتصادية عالمياً، ورغم هذه التحذيرات، ترفض روسيا بشكل قاطع تلك التهديدات، مؤكدة أن الحديث عن إنشاء عملة موحدة ليس مطروحًا في الوقت الحالي، بل الحديث يدور حول منصات استثمارية مشتركة بين الدول الأعضاء.

يؤكد المحللون السياسيون أن هذه التحذيرات الأمريكية تشير إلى مخاوف متزايدة في واشنطن من تراجع النفوذ المالي العالمي للدولار الأمريكي.

وفي هذا السياق، يوضح الدكتور سمير أيوب، المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الروسية، أن العديد من الدول بدأت تفقد الثقة في التعامل المالي مع الولايات المتحدة، وهو ما يشير إلى بداية تراجع هيمنة الدولار.

الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن دول “بريكس” مثل روسيا والصين تتعاون بالفعل مع بعض الدول، مثل إيران وفنزويلا، باستخدام عملاتهم الوطنية في التجارة الدولية، وهو ما يراه المحللون بداية تحوّل نحو نظام اقتصادي متعدد الأقطاب، حيث لا يكون للولايات المتحدة الهيمنة المطلقة.

من جانب آخر، يرى المحللون أن هذا الصراع الاقتصادي قد يكون له تداعيات طويلة المدى على الأسواق العالمية، وفي حال تخلت دول “بريكس” عن الدولار الأمريكي كعملة رئيسية للتجارة الدولية، فإن هذا قد يمثل ضربة كبيرة للاقتصاد الأمريكي، خاصة وأن دول المجموعة تمثل ما يقارب 30% من التجارة العالمية.

ومع تصاعد التوترات بين الدول الكبرى، لا يبدو أن تهديدات ترامب ستوقف مساعي “بريكس” لتحقيق حلمها في إنشاء عملة مشتركة، والتي قد تسهم في تقليل اعتماد العالم على الدولار الأمريكي، وبالتالي تحد من قدرة الولايات المتحدة على فرض عقوبات اقتصادية ضد الدول التي لا تتوافق مع سياستها.

الاخبار العاجلة