تتجه الأنظار في الآونة الأخيرة نحو موهبة برازيلية شابة تُدعى ألكساندر غوميز، الذي يُعتبره الكثيرون “جوهرة” النادي الأهلي السعودي، واللاعب القادر على قيادة “الراقي” نحو منصات التتويج القارية التي غابت طويلاً عن خزائن النادي.
فبعد فترة غياب دامت قرابة الشهرين بسبب الإصابة التي أثرت على مسيرته مع الفريق، عاد ألكساندر بكل قوة إلى المستطيل الأخضر، حاملاً معه آمال وتطلعات جماهير الأهلي المتعطشة لاستعادة أمجاد الماضي وتحقيق اللقب الآسيوي المفقود منذ سنوات، ما يُضفي على عودته أهمية مضاعفة، ويُثير تفاؤل الجماهير بعودة قوية للفريق.
لم تكن بداية ألكساندر مع الأهلي سهلة ومفروشة بالورود، حيث عانى اللاعب من بعض الإصابات التي أبعدته عن المشاركة بفعالية مع الفريق في بداية مسيرته، وأخرت ظهوره بالمستوى المأمول، لكن سرعان ما تبدّل الحال، فما إن أتيحت له الفرصة الحقيقية لإثبات ذاته.
حتى أظهر اللاعب البرازيلي الشاب معدنه النفيس، وأكد أنه صفقة رابحة بكل المقاييس، وأن إدارة النادي لم تُخطئ إطلاقاً في التعاقد معه، ففي المباريات القليلة التي خاضها.
سواء كأساسي أو كبديل، قدّم ألكساندر أداءً لافتاً للأنظار، أبهر به الجميع بفضل مهاراته الفنية العالية، ورؤيته الثاقبة للملعب، وقدرته المميزة على صناعة اللعب وتسجيل الأهداف، ما جعله سريعاً محط إعجاب وتقدير جماهير الراقي، الذين يرون فيه مستقبل الفريق.
وتُشير الإحصائيات والأرقام بوضوح إلى التأثير الكبير الذي يُحدثه ألكساندر على نتائج الفريق، رغم قلة مشاركاته بسبب الإصابة التي أبعدته لفترة ليست بالقصيرة، ففي المباريات الخمس التي شارك فيها كأساسي (مباراتان في دوري أبطال آسيا، وثلاث مباريات في الدوري السعودي).
حقق الأهلي الفوز في أربع منها، وتعادل في مباراة واحدة فقط، ما يُؤكد أهمية وجوده في أرض الملعب وتأثيره الإيجابي والمباشر على أداء الفريق ونتائجه، ويُعطي مؤشراً قوياً على قدرته في قيادة الفريق.
ويتمتع ألكساندر بمجموعة من المميزات التي تجعله لاعباً متميزاً وعنصراً أساسياً في تشكيلة الأهلي، فهو يتمتع بقدرة فائقة على التحكم بالكرة، وتمريرها بدقة متناهية، سواء كانت تمريرات قصيرة أو طويلة تُغير مجرى اللعب.
كما أنه يُجيد المراوغة بمهارة عالية، واختراق دفاعات الخصم، وخلق الفرص التهديفية لزملائه بذكاء، بالإضافة إلى ذلك، يتمتع ألكساندر بلياقة بدنية عالية، تُمكّنه من الركض لمسافات طويلة، والضغط على الخصم، واستعادة الكرة بفاعلية، وهي صفات يحتاجها أي فريق يسعى للمنافسة على أعلى المستويات.
ويُعوّل النادي الأهلي كثيراً على ألكساندر في مشواره الآسيوي، خاصة في الأدوار الإقصائية الحاسمة التي تتطلب خبرة ومهارة من نوع خاص.
حيث تُعد خبرة اللاعب الشاب في البطولات القارية، والتي اكتسبها من مشاركاته السابقة مع نادي فلومينينسي البرازيلي، إضافة قوية للفريق السعودي، كما أن قدرته على اللعب في أكثر من مركز في خط الوسط.
تمنح المدرب ماتياس يايسله مرونة تكتيكية كبيرة في التعامل مع مجريات المباريات المختلفة وتغيير الخطط حسب الحاجة.
ورغم صغر سنه، إلا أن ألكساندر أظهر نضجاً كبيراً في التعامل مع الأجواء الجديدة في المملكة العربية السعودية، حيث تأقلم سريعاً مع زملائه في الفريق، ونجح في كسب ثقتهم واحترامهم.
كما أنه أبدى رغبة كبيرة في تعلم اللغة العربية والتعرف على الثقافة السعودية، ما يُؤكد احترافيته ورغبته في الاندماج في المجتمع الجديد، ويُبشر بمستقبل واعد له مع الفريق.
لا شك أن ألكساندر سيواجه بعض التحديات والصعوبات في الفترة المقبلة، فالمنافسة على المراكز الأساسية في الأهلي شرسة للغاية، خاصة في ظل تواجد العديد من النجوم الأجانب والمحليين.
كما أن ضغط الجماهير وتوقعاتهم العالية قد تُشكل عبئاً إضافياً على عاتق اللاعب الشاب، ولكن مع ذلك، فإن ثقة إدارة النادي والجهاز الفني في قدرات ألكساندر، والدعم الكبير الذي يحظى به من الجماهير، تُعد دافعاً قوياً له لتقديم أفضل ما لديه، وقيادة الأهلي نحو تحقيق حلم التتويج القاري.