في حادثة أليمة هزت المشهد الطلابي التونسي، لقي طالب مصرعه خلال محاولته رفع العلم الفلسطيني فوق سطح إحدى البنايات الجامعية، بالتزامن مع موجة احتجاجات عارمة تشهدها الجامعات في البلاد تضامنًا مع أهالي غزة الذين يعيشون تحت نيران العدوان.
وأفادت تقارير صحفية نقلاً عن مصادر أمنية وقضائية أن الطالب، ويدعى فارس خالد، كان يحاول تثبيت راية فلسطين على سطح مبنى جامعي يتكون من ثلاثة طوابق حين انزلقت قدمه وسقط من علو شاهق داخل الحرم الجامعي الذي يدرس فيه، حيث لم يتم الانتباه إلى الواقعة إلا في صباح اليوم التالي بعد العثور على جثمانه.
الطالب الذي وافته المنية في هذا الظرف المؤلم، كان يدرس في السنة الأولى بالمدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم الواقعة بولاية منوبة، وقد أظهرت تسجيلات المراقبة لحظة سقوطه المؤلم مساء الأحد، في حين تم اكتشاف الحادثة مع بداية دوام اليوم الدراسي يوم الاثنين.
وقد عبّرت سفارة فلسطين عن حزنها العميق لوفاة الطالب، ونعته في بيان رسمي مؤكدة وقوفها مع أسرته وأصدقائه وزملائه في هذا الظرف الحزين، حيث اعتبرت أن ما قام به يعكس صورة من صور التضامن الصادق التي عبّر عنها الشباب التونسي في مختلف الجامعات.
وتشهد الساحة الجامعية في تونس تحركات طلابية واسعة النطاق تنديدًا بما يتعرض له المدنيون في قطاع غزة، إذ امتلأت الساحات بالحشود الرافضة للعدوان، وخرجت مسيرات داخل العديد من المؤسسات التعليمية، رُفعت خلالها اللافتات التي تُعبّر عن وحدة القضية، وسط شعارات تطالب بإنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
وفي قلب العاصمة، تجمع المئات من الطلبة في شارع الحبيب بورقيبة رافعين أعلام فلسطين، وسط أجواء مشحونة بالغضب والحداد، في مشهد اختلطت فيه حرارة التضامن بنبض الفقد، حيث تحوّلت التظاهرات إلى لحظة تأمل مؤثرة في ثمن التضامن، وعمق ارتباط القضية الفلسطينية بالوعي الجماهيري التونسي.
