يشهد شهر رمضان المبارك إقبالًا غير مسبوق من المسلمين على أداء مناسك العمرة، حيث تمتلئ أروقة الحرم المكي بالمصلين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم، مستشعرين الروحانية العظيمة لهذا الشهر الكريم، الذي يضفي على العمرة طابعًا خاصًا من الإيمان والصفاء.
حيث يتسابق المعتمرون في العشر الأواخر من رمضان على التواجد في المسجد الحرام، طامعين في إدراك ليلة القدر التي وصفها الله بأنها خير من ألف شهر، ويتضاعف الشعور بالسكينة والخشوع أثناء الطواف والسعي، فيما تعلو الأصوات بالتكبير والدعاء في مشهد مهيب يبعث الطمأنينة في النفوس.
أعلنت الجهات الرسمية في المملكة العربية السعودية أن رمضان 2025 شهد تسجيل أعلى عدد للمعتمرين في التاريخ، حيث تجاوز العدد عشرة ملايين معتمر، وهو رقم غير مسبوق يعكس تزايد إقبال المسلمين على زيارة بيت الله الحرام خلال الشهر الفضيل، خاصة مع التسهيلات التي قدمتها المملكة لضيوف الرحمن.
وقد بلغ التوافد ذروته في الليالي الأخيرة من رمضان، إذ اكتظت ساحات الحرم المكي والمسجد النبوي والممرات الداخلية بالمصلين، فيما امتلأت التوسعة الثالثة والمناطق المحيطة بالحرم، لتشكل مشهدًا روحانيًا لا مثيل له، حيث عاش المسلمون أجواء إيمانية استثنائية، ملؤها التقرب إلى الله والدعاء والرجاء بالمغفرة.
تبدأ مناسك العمرة بعقد النية والإحرام من الميقات المحدد، ثم التوجه إلى المسجد الحرام لأداء الطواف حول الكعبة المشرفة سبع مرات، تليها السعي بين الصفا والمروة اقتداءً بالسيدة هاجر.
وبعد ذلك يقوم الرجال بحلق أو تقصير شعرهم بينما تكتفي النساء بقص مقدار يسير منه، ليكون بذلك المعتمر قد أتم نسكه وتحلل من الإحرام، ومن ثم يمكنه متابعة عباداته وزيارة المسجد النبوي، ليحظى بأجواء روحانية مميزة لا تتكرر سوى في هذا الشهر الكريم، وسط حشود من المصلين الذين اجتمعوا على حب الله والسعي لنيل رضوانه.
