مع حلول منتصف رمضان، تستعد العائلات في مناطق مختلفة من السعودية للاحتفال بالقرقيعان، وهو تقليد شعبي قديم ينتظره الأطفال بحماس، حيث يرتدون الأزياء التقليدية ويحملون أكياسًا قماشية لجمع الحلوى والمكسرات من الجيران، إلا أن هذه العادة التي كانت قائمة على البساطة تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى احتفال فاخر يكلف الأسر مبالغ كبيرة.
في الماضي، كان القرقيعان يتميز بطابعه العفوي، حيث توزع الحلويات في أكياس بسيطة وسط أجواء عائلية دافئة، لكن اليوم، أصبحت بعض العائلات تنظم حفلات فخمة، وتقدم توزيعات راقية تشمل علبًا مزخرفة وهدايا ثمينة، مما رفع من تكاليف المناسبة.
تقديرات غير رسمية تشير إلى أن بعض الأسر تنفق ما بين 500 و3500 ريال سعودي على تجهيزات القرقيعان، وفقًا لنوعية التوزيعات والهدايا المقدمة، وتؤكد نوف العبدالله، صاحبة متجر إلكتروني للهدايا، أن الطلب على التوزيعات الفاخرة في ازدياد، حيث يفضل البعض تصاميم فريدة تحمل أسماء الأطفال وأحيانًا قطعًا ذهبية صغيرة.
ورغم أن البعض يرى في هذا التطور تعبيرًا عن الرفاهية والاهتمام بالموروث الشعبي، إلا أن آخرين يعتبرونه عبئًا ماليًا غير ضروري، يزيد من الضغوط الاجتماعية على الأسر، فيما يرى الاقتصادي أحمد الجبير أن تطور القرقيعان طبيعي مع تغير العادات، لكنه يؤكد على أهمية الحفاظ على جوهر المناسبة، وهو إسعاد الأطفال دون مبالغة في الإنفاق.